يُعتقد أنّ الزئبق الأحمر مادةٌ لا وجود لها في الحقيقة، إنّما هي خرافة ابتدعها الإنسان وشاع خبرها في ثمانينات القرن الماضي، وعلى الرّغم من أنّها لا تزال مادةً مُبهمةً غامضةً غير معروفٌ ما هي تركيبتها أو مُكوّناتها بشكل مؤكّد، إلّا أنّ هناك الكثير من النّاس يُؤمنون بتوافرها. اشتهرت هذا المادة بفضل المزاعم التي شاعت حول كونها تُستخدَم في صناعة العديد من الأسلحة.[١]
يُعدّ الزئبق من العناصر المعدنيّة الموجودة في الطّبيعة، وهو عنصرٌ ذو لونٍ فضيٍّ، وعند إضافة مُكوّنات مُختلفة إليه ينتج مجموعة من مُركّبات الزّئبق، مثل أكسيد الزئبق. ومن المعروف أنّ الزئبق عند تأكسده يتحوّل لونه إلى غير اللون الطبيعيّ المعروف، ويُصبح ذا لونٍ أحمر، وعندئذٍ يُصبح مادّةً ضارّةً بالإنسان وسامّةً. وعند وضعِ الزّئبق الأحمر على مصدر للحرارة يَصعد منه دخانٌ على شكل دوائر ذات لون أزرق، الأمر الذي ساعد المُشعوذين والسّحرة في التّأثير على روّادهم نفسيّاً حين يستخدموه.[٢]
أنواع الزئبق الأحمرللزئبق الأحمر نوعان، هُما:
وفقَ تقريرٍ تم إعداده لوزير الخارجية الرّوسي يوجيني، الذي تسلّم رئاسة جهاز الاستخبارات الروسي في وقتٍ سابق، فإنّ الاتّحاد السوفييتيّ عام 1968 بدأ بتصنيع مادة الزئبق الأحمر في مركز خاصّ بالأبحاث النوويّة اسمه (دوبنا). وبحلول عام 1996 أزالت وزارة الطّاقة الأمريكيّة الغموض حول استخدامات هذه المادة الغريبة على الرّغم من أنّها عُرِفت قبل 15 سنةً في السّوق السّوداء. في عام 1997 أقدم علماء ذرّة أمريكيّون على نشر تقريرٍ مَفاده القيمة السوقيّة للزئبق الأحمر؛ حيثُ بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من 100 ألف دولار إلى 300 ألف دولار.
قام الروس بترويج الزئبق الأحمر في منطقة الشّرق الأوسط، إلّا أنّ ما روّجوه هو مادّة خليطة بين الزّئبق الثنائيّ وأكسيد الزئبق وقليل من مادة الزئبق الأحمر المزعومة. يعودُ ترويج هذه الأسطورة في دول الشرق الأوسط -التي تسعى لتصنيع قوّة نوويّة كالكيان الصهيونيّ والعراق وليبيا- بالفائدة على الاتّحاد السوفييتيّ؛ حيثُ تُحقّق من خلاله أرباحاً يُشكّل دخلاً ثانويّاً، كما رُوِّجَ أنّ الإرهابيين يُهرّبونه ليستخدموه بعد ذلك في إنتاج قنابلَ نوويّة.[٥]
استخدامات الزئبق الأحمرعلى قناة الجزيرة تمّ عرض حلقتين حول مادة الزئبق الأحمر ضمن برنامج اسمه (سريّ للغاية) قدّمه يسري فودة، حيثُ خلُص البرنامج لما مفاده أنّ العلماء الروسيّين قد توصّلوا أخيراً إلى استخداماتٍ مُهمّة للزئبق الأحمر تكمنُ أهمّها بإمكانية إنتاج قنبلة نوويّة بحجم صغيرٍ يُقارب حجم حبة البرتقال، حيثُ يُمكن نقلها في حقائب اليد، وهي ذات مفعول قويّ جدّاً حيث يكمنها أنْ تُبيد سُكّان مدينة كاملة كلندن خلال فترة وجيزة تُقدّر ببضع دقائق، من غير أيّ تأثير يُذكر على الأبنية والجمادات.[٥]
ومن هذه الاستخدامات أيضاً:[٦]
يستغرب عالم الآثار المصريّ د.زاهي حواس وجود ما يُسمّى بالزئبق الأحمر المصريّ، وتساءَلَ عمّن ينشر هذه الإشاعات بين النّاس، حيث إنّ هذه الإشاعات حسب قوله أعجب من الخيال، فهُناك من أَلَّفَ الإشاعة وصدّقه الكثيرون حولَ وجود نوع خاصٍ من الزئبق الأحمر في مصر لا يوجد مثله في العالم كله. ويقول مُروّجوا هذه الإشاعة أنّه زئبقٌ يَصنعه الكهنة ليوضَع بداخل المومياوات الفرعونيّة بمساعدة الجان.
وقال د.زاهي حواس أنّه قام بنفسه بالكشف عن عديد من المومياوات الفرعونيّة، وكشف عن توابيت كاملة لم تصل إليها يد البشر منذ عهد الفراعنة القديم. وبعد فتحها تبيّن أنّه لا يوجد بداخلها مادة الزئبق الأحمر. ويُضيف د.حواس أنّ تفشّي هذه الإشاعات والخرافات في المُجتمعات العربيّة لهو خطرٌ ونشرٌ للجهل يجب إيقافه بكل الطّرق المُمكنة؛ لأنّه لا يوجد مادّة اسمها الزئبق الأحمر في المومياوات المصريّة الفرعونيّة، وهو وهم زائف ليس إلاّ.[٤]
كيفيّة الحصول على الزئبق الأحمربإمكان أيّ شخصٍ يُريد الحصول على الزئبق الأحمر أنْ يتوجّه إلى أيّ شركة مُختصّة بالكيماويات وطلب أكسيد الزئبق وبسعرٍ لن يفوق 200 جنيه مصريّ، كما يستطيع الحصول على أي مُركّب كيماوي ما لم يكن محظوراً أمنيّاً، وذلك بحسب أقوال د.محمود توفيق، خبير الطّاقة الذريّة وأستاذ تكنولوجيا الإشعاع.[٢]
الزئبق الأحمر خرافةارتبط اسم الزئبق الأحمر المزعوم بمجموعة من الخرافات التي انتشر صيتها بين الناس، كخرافة تسخير الجنّ، إضافةً إلى اتصّاله ببعض أعمال الاحتيال والنّصب، حيثُ سُجّل في أوراق الأمن المصريّ قضيّة نصب بمبلغ يساوي 27 مليون جنيه مصريّ راح ضحيّتها رجل أعمال مصري، كما خسرَ شيخ يمنيّ 15 مليون ريال من ماله جرّاء شراء كميّة من الزئبق الأحمر من قِبَل 3 رجال يحملون الجنسيّة السودانيّة عام 1998م.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين أجد الزئبق الأحمر